ولما كان الأهم في هذا السياق بيان استعلائه وقدرته، قدم قوله :﴿على كل شيء﴾ صغيراً أو كبيراً جليل أو حقير ﴿حفيظ﴾ أي عالم بكل شيء وقادر على كل شيء وبالغ الحفظ له، فيعلم ما يعمل محفوظه فيجازيه بما يستحق من نعمه ونقمه، فهو تعليل لاستخلاف غيرهم وتنزهه عن لحوق ضرر، لأن الحفظ : الحراسة، ويلزمها العلم والقدرة، فمن القدرة حافظ العين، أي لا يغلبه نوم، والحفيظة - للحمية والغضب، ومنهما معاً المحافظة - للمواظبة على الشيء ؛ والتوالي عن الشيء : الذهاب إلى غير جهته إعراضاً عنه ؛ والإبلاغ : إلحاق الشيء نهايته ؛ والاستخلاف : جعل الثاني بدلاً من الأول يقوم مقامه ؛ والضر : إيجاب الألم بفعله أو التسبب له. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٥٤٤ ـ ٥٤٥﴾


الصفحة التالية
Icon