وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ فَإِن تَوَلَّوْاْ ﴾
في موضع جزم ؛ فلذلك حذفت منه النون، والأصل تتولوا، فحذفت التاء لاجتماع تاءين.
﴿ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ ﴾ بمعنى قد بيّنت لكم.
﴿ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ ﴾ أي يهلككم ويخلق من هو أطوع له منكم يوحدونه ويعبدونه.
"ويَسْتَخْلِفُ" مقطوع مما قبله فلذلك ارتفع ؛ أو معطوف على ما يجب فيما بعد الفاء من قوله :"فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ".
وروي عن حفص عن عاصم "وَيَسْتَخْلِفْ" بالجزم حملاً على موضع الفاء وما بعدها ؛ مثل :﴿ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [ الأعراف : ١٨٦ ].
قوله تعالى :﴿ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئاً ﴾ أي بتوليكم وإعراضكم.
﴿ إِنَّ رَبِّي على كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴾ أي لكل شيء حافظ.
"على" بمعنى اللام ؛ فهو يحفظني من أن تنالوني بسوء. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٩ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon