ولما بين لهم سبحانه عظمته، وكان الشيطان قد شبه عليهم لأنه لعظمته لا يوصل إليه بوسيلة كما هو حال الملوك وألقى إليهم أن الأوثان وسائل، نفى ذلك مبيناً طريق الرجوع إليه بقوله :﴿فاستغفروه﴾ أي فأقبلوا بكل قلوبكم عليه طالبين أن يستر ذنوبكم ؛ وذكر شرط المغفرة بقوله مشيراً بأداة البعد إلى عظيم المنزلة :﴿ثم توبوا﴾ أي ارجعوا بجميع قلوبكم ﴿إليه﴾ ثم علل ذلك بلطفه وعطفه ترغيباً في الإقبال إليه فقال مؤكداً لأن من يرى إمهاله للعصاة يظن الظنون ومن عصاه كان عمله عمل من ينكر قربه وإجابته :﴿إن ربي﴾ الذي أخلصت له العبادة لإحسانه إليّ وأدعوكم إلى الإخلاص له لإحسانه إليكم ﴿قريب﴾ من كل من أقبل إليه من غير حاجة إلى معاناة مشي ولا حركة جارحة ﴿مجيب﴾ لكل من ناداه لا كمعبوداتكم في الأمرين معاً.


الصفحة التالية
Icon