ومن فوائد الشيخ الشنقيطى فى الآيات السابقة
قال رحمه الله :
﴿ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (٧٧) ﴾
ذكر الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن لوطاً عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لما جاءته رسل ربه من الملائكة حصلت له بسبب مجيئهم مساءة عظيمة ضاق صدره بها، وأشار في مواضع متعددة إلى أن سبب مساءته وكونه ضاق بهم ذرعاً وقال هذا يوم عصيب أنه ظن أنهم ضيوف من بني آدم كما ظنه إبراهيم عليهما الصلاة والسلام. وظن ن قومه ينتهكون حرمة ضيوفه فيفعلون بهم فاحشة اللواط، لأنهم إن علموا بقدوم ضيف فرحوا واستبشروا به ليفعلوا به الفاحشة المذكورة - من ذلك قوله هنا ﴿ وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السيئات قَالَ ياقوم هؤلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللًّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ﴾ [ هود : ٧٨ - ٧٩ ].
وقوله في الحجر :﴿ وَجَآءَ أَهْلُ المدينة يَسْتَبْشِرُونَ قَالَ إِنَّ هَؤُلآءِ ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ واتقوا الله وَلاَ تُخْزُونِ قَالُواْ أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ العالمين قَالَ هَؤُلآءِ بَنَاتِي إِن كُنْتُمْ فَاعِلِينَ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [ الحجر : ٦٧ - ٧٢ ].
وقوله ﴿ يُهْرَعُونَ ﴾ أي يسرعون ويهرولون من فرحهم بذلك، ومنه قول مهلهل :
فجاؤوا يهرعون وهم أسارى... تقدوهم على رغم الأنوف
وقوله :﴿ وَلاَ تُخْزُونِ ﴾ أي لا تهينون ولا تذلون بانتهاك حرمة ضيفي. والاسم منه : الخزي - بكسر الخاء وإسكان الزاي-. ومنه قول حسان في عتبة بن أبي وقاص :
فأخزاك ربي يا عتيب بن مالك... ولقاك قبل الموت إحدى الصواعق


الصفحة التالية
Icon