قاله القرطبي وغيره. لأن هذا يكفي عنه قوله تعالى :﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً ﴾ [ هود : ٨٣ ] ونحوها من الآيات. أما الوجهان اللذان يشهد لكل واحد منهما قرآن فالأول منهما : أن ديار قوم لوط ليست ببعيدة من الكفار المكذبين لنبينا. فكان عليهم أن يعتبروا بما وقع لأهلها إذا مروا عليها في أسفارهم إلى الشام، ويخافوا أن يوقع الله بهم بسبب تكذيب نبينا محمد ﷺ مثل ما وقع من العذاب بأولئك، بسبب تكذيبهم لوطاً عليه الصلاة والسلام. والآيات الدالة على هذا كثيرة جداً. كقوله :﴿ وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُّصْبِحِينَ وبالليل أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾ [ الصافات : ١٣٧ - ١٣٨ ]، وقوله :﴿ وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [ الحجر : ٧٦ - ٧٧ ]، وقوله ﴿ وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ العذاب الأليم ﴾ [ الذاريات : ٣٧ ] وقوله :﴿ وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَآ آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [ العنكبوت : ٣٥ ] إلى غير ذلك من الآيات وعلى هذا القول فالضمير في قوله ﴿ وَمَا هِي ﴾ راجع إلى ديار قوم لوط المفهومة من المقام.
الوجه الثاني - أن المعنى : وما تلك الحجارة التي أمطرت على قوم لوط ببعيد من الظالمين للفاعلين مثل فعلهم، فهو تهديد لمشركي العرب كالذي قبله.
ومن الآيات الدالة على هذا الوجه قوله تعالى :﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأرض فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الذين مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ الله عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ﴾ [ محمد ﷺ : ١٠ ] فإن قوله :﴿ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَ ﴾ [ محمد ﷺ : ١٠ ] ظاهر جداً في ذلك، والآيات بنحو ذلك كثيرة
تنبيه