ولما كانت خيرية ما يبقيه العدل من الظهور بمحل لا يخفى على ذي لب، تركها وبين شرطها بقوله :﴿إن كنتم﴾ أي جبلة وطبعاً ﴿مؤمنين﴾ أي راسخين في الإيمان إشارة إلى أن خيريتها لغير المؤمن مبنية على غير أساس، فهي غير مجدية إلا في الدنيا، فهي عدم لسرعة الزوال والنزوح عنها والارتحال، ودلت الواو العاطفة على غير مذكور أن المعنى : فآمنوا فاعلين ما أمرتكم به لتظفروا بالخير فإنما أنا نذير ﴿وما أنا﴾ وقدم ما يتوهمونه من قصده للاستعلاء نافياً له فقال :﴿عليكم﴾ وأعرق في النفي فقال :﴿بحفيظ﴾ أعلم جميع أعمالكم وأحوالكم وأقدر على كفكم عما يكون منها فساداً ؛ وأصل البقية ترك شيء من شيء قد مضى. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٥٦٣ ـ ٥٦٦﴾