واعلم أن قوله عليه السلام توكلت إشارة إلى محض التوحيد، لأن قوله عليه السلام توكلت يفيد الحصر، وهو أنه لا ينبغي للإنسان أن يتوكل على أحد إلا على الله تعالى وكيف وكل ما سوى الحق سبحانه ممكن لذاته فإن بذاته، ولا يحصل إلا بإيجاده وتكوينه، وإذا كان كذلك لم يجز التوكل إلا على الله تعالى وأعظم مراتب معرفة المبدأ هو الذي ذكرناه، وأما قوله :﴿وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ فهو إشارة إلى معرفة المعاد، وهو أيضاً يفيد الحصر لأن قوله :﴿وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ يدل على أنه لا مرجع للخلق إلا إلى الله تعالى وعن رسول الله ﷺ أنه كان إذا ذكر شعيب عليه السلام قال :" ذاك خطيب الأنبياء " لحسن مراجعته في كلامه بين قومه. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٨ صـ ٣٦ ـ ٣٨﴾