وقال الخازن :
﴿ قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله ﴾.
يعني أهيب عندكم من الله وأمنع حتى تركتم قتلي لمكان رهطي عندكم فالأولى أن تحفظوني في الله ولأجل الله لا لرهطي لأن الله أعز وأعظم ﴿ واتخذتموه وراءكم ظهرياً ﴾ يعني ونبذتم أمر الله وراء ظهوركم وتركتموه كالشيء الملقى الذي لا يلتفت إليه ﴿ إن ربي بما تعملون محيط ﴾ يعني أنه سبحانه وتعالى عالم بأحوالكم جميعاً لا يخفى عليه منها شيء فيجازيكم بها يوم القيامة ﴿ ويا قوم اعملوا على مكانتكم ﴾ يعني على تؤدتكم وتمكنكم من أعمالكم وقيل المكانة الحالة والمعنى اعملوا حال كونكم موصفين بعناية المكنة والقدرة من الشر ﴿ إني عامل ﴾ يعني ما أقدر عليه من الطاعة والخير وهذا الأمر في قوله اعملوا فيه وعيد وتهديد عظيم ويدل على ذلك قوله سبحانه وتعالى :﴿ سوف تعلمون ﴾ أينا الجاني على نفسه المخطئ في فعله.
فإن قلت أي فرق بين إدخال الفاء ونزعها في قوله سوف تعلمون.
قلت إدخال الفاء في قوله : فسوف تعلمون، وصل ظاهر بحرف موضوع للوصل ونزعها في قوله سوف تعلمون وصل خفي تقديري بالاستئناف الذي هو جواب لسؤال مقدر كأنهم قالوا فما يكون إذا عملنا نحن على مكانتنا وعملت أنت فقال سوف تعلمون يعني عاقبة ذلك فوصل تارة بالفاء وتارة بالاستئناف للتفنن في البلادة كما هو عادة بلغاء العرب وأقوى الوصلين وأبلغهما الاستئناف للتفنن في البلادة كما هو عادة بلغاء العرب وأقوى الوصلين وأبلغهما الاستئناف وهو باب من أبواب علم البيان تتكاثر محاسنه والمعنى سوف تعلمون ﴿ من يأتيه عذاب يخزيه ﴾ يعني بسبب عمله السيء أو أينا الشقي الذي يأتيه عذاب يخزيه ﴿ ومن هو كاذب ﴾ يعني فيما يدعيه ﴿ وارتقبوا ﴾ يعني وانتظروا العاقبة ما يؤول إليه أمري وأمركم ﴿ إني معكم رقيب ﴾ أي منتظر، والرقيب بمعنى المراقب.
﴿ ولما جاء أمرنا ﴾


الصفحة التالية
Icon