الرجم في اللغة عبارة عن الرمي، وذلك قد يكون بالحجارة عند قصد القتل، ولما كان هذا الرجم سبباً للقتل لا جرم سموا القتل رجماً، وقد يكون بالقول الذي هو القذف، كقوله :﴿رَجْماً بالغيب﴾ [ الكهف : ٢٢ ] وقوله :﴿وَيَقْذِفُونَ بالغيب مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ﴾ [ سبأ : ٥٣ ] وقد يكون بالشتم واللعن، ومنه قوله :﴿الشيطان الرجيم﴾ [ النحل : ٩٨ ] وقد يكون بالطرد كقوله :﴿رُجُوماً للشياطين﴾ [ الملك : ٥ ].
إذا عرفت هذا ففي الآية وجهان : الأول :﴿لرجمناك﴾ لقتلناك.
الثاني : لشتمناك وطردناك.
النوع الرابع : من الأشياء التي ذكروها قولهم :﴿وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ﴾ ومعناه أنك لما لم تكن علينا عزيزاً سهل علينا الإقدام على قتلك وإيذائك.
واعلم أن كل هذه الوجوه التي ذكروها ليست دافعاً لما قرره شعيب عليه السلام من الدلائل والبينات، بل هي جارية مجرى مقابلة الدليل والحجة بالشتم والسفاهة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٨ صـ ٣٨ ـ ٤١﴾