وأخرج البخاري ومسلم، وأهل السنن وغيرهم عن ابن مسعود : أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي ﷺ، فذكر ذلك له كأنه يسأل عن كفارتها، فأنزلت عليه :﴿ وَأَقِمِ الصلاة طَرَفَىِ النهار وَزُلَفاً مِّنَ اليل إِنَّ الحسنات يُذْهِبْنَ السيئات ﴾ فقال الرجل : يا رسول الله ألي هذه؟ قال :" هي لمن عمل بها من أمتي " وأخرج أحمد، ومسلم، وأبو داود وغيرهم عن أبي أمامة : أن رجلاً أتى النبي ﷺ فقال : يا رسول الله، أقم فيّ حدّ الله مرّة أو مرّتين، فأعرض عنه، ثم أقيمت الصلاة، فلما فرغ قال :" أين الرجل؟ " قال : أنا ذا، قال " أتممت الوضوء وصليت معنا آنفاً؟ قال : نعم.
قال : فإنك من خطيئتك كيوم ولدتك أمك فلا تعد "، وأنزل الله حينئذ على رسوله :﴿ وَأَقِمِ الصلاة طَرَفَىِ النهار ﴾.
وفي الباب أحاديث كثيرة بألفاظ مختلفة، ووردت أحاديث أيضاً " أن الصلوات الخمس كفارات لما بينهنّ " وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن، في قوله :﴿ ذلك ذكرى لِلذكِرِينَ ﴾ قال : هم الذين يذكرون الله في السرّاء والضرّاء، والشدّة والرخاء، والعافية والبلاء.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج قال : لما نزع الذي قبل المرأة تذكر، فذلك قوله :﴿ ذكرى لِلذكِرِينَ ﴾. أ هـ ﴿فتح القدير حـ ٢ صـ ﴾