ولما كان الحق حقاً بالنسبة إلى كل أحد عرفه ونكر ما هو خاص بقوم دون قوم فقال :﴿وموعظة﴾ أي مرقق للقلوب ﴿وذكرى﴾ أي تذكير عظيم جداً ﴿للمؤمنين﴾ أي الراسخين في الإيمان، وقد تضمنت الآية الاعتبار من قصص الرسل بما فيها من حسن صبرهم على أممهم واجتهادهم على دعائهم إلى عبادة الله بالحق وتذكير الخير والشر وما يدعو إليه كل منهما من عاقبة النفع والضر للثبات على ذلك جميعه اقتداء بهم.
ولما ذكر نفع هذا الحق، كان كأنه قيل : فعظهم بذلك وذكرهم به، فعطف عليه قوله :﴿وقل﴾ ويجوز أن يكون معطوفاً على قوله ﴿واصبر﴾ أي اصبر على ما أمرناك به من تبليغ وحينا وامتثاله، وقل ﴿للذين﴾ أي لم تؤثر فيهم هذه الموعظة فهم ﴿لا يؤمنون﴾ أي لا يتجدد لهم إيمان منذراً لهم ﴿اعملوا﴾ متمكنين ﴿على مكانتكم﴾ أي طريقتكم التي تتمكنون من العمل عليها.