وقال الشيخ الشعراوى :
﴿ وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾
وساعة ترى التنوين في قوله الحق ﴿ وَكُلاًّ ﴾ فاعلمْ أن المقصود هو قصة كل رسول جاء بها الحق سبحانه في القرآن الكريم.
وحين يتكلم الحق سبحانه وتعالى عن فعل قد أحدثه ؛ فلنا أنْ ننظر : هل هذا الفعل مأخوذ من صفة له سبحانه أم مأخوذ من اسم موجود؟ فيحقّ لنا أن نأخذ الاسم ونأخذ الفعل مثل قوله تعالى :﴿ خَلَقَكُمْ ﴾ [ النحل : ٧٠ ].
نعلم منه أنه سبحانه خالق، ولكن إنْ جاء فعل ليس له أصل في أسماء الله الحسنى، فإياك أنْ تشتقَّ من الفعل اسماً لله.
ومثال ذلك قوله سبحانه :﴿ وَكُلاًّ نَّقُصُّ ﴾ [ هود : ١٢٠ ].
والذي يقصُّ هنا هو الله سبحانه لكن لا أحد في إمكانه أن يقول : إن الله قصَّاص، مثلما لا يحق لأحد أن يقول : إن الله ماكر، رغم أن الله سبحانه قد قال :﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله والله خَيْرُ الماكرين ﴾ [ الأنفال : ٣٠ ].
وكذلك لا يصح لأحد أن يقول : الله المخادع، رغم أن الحق سبحانه قد قال :﴿ إِنَّ المنافقين يُخَادِعُونَ الله وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾ [ النساء : ١٤٢ ].
وهكذا نتعلم أدب الحديث عن الله المتصف بكل صفات الكمال والجلال ؛ وأن نكتفي بقول : إن مثل هذا الفعل جاء للمشاكلة ما دام ليس له وجود ضمن أسماء الله الحسنى.
وهنا يقول الحق سبحانه :
﴿ وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرسل ﴾ [ هود : ١٢٠ ].


الصفحة التالية
Icon