علم الملك الذى أولت له الرؤيا، ولعله نسى المراودة وأمرها كشأن حكام مصر من الأزل، ينسون من يحسن إليهم ولا يذكرونه، وأى إحسان أعظم من أن يكرم شرفه وعرضه.
قال الملك ائتونى به أستخلصه لنفسى، ولكن يوسف الصديق الطاهر لا يذهب إلا وقد ثبتت براءته، فقال للرسول الذى أرسله الملك (... ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسئوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم، .
رجع الملك إلى الماضى، وسأل امرأته التى فتنت بالصديق وأسند يوسف الكريم الأمر إلى النسوة، ولم يسنده إلى امرأة الملك.
قال الملك :(... ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء...)
عندئذ تقدمت امرأة العزيز تعترف بذنبها، وتبرئ يوسف، قالت امرأه العزيز :(... الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (٥١)
ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (٥٢) وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (٥٣).
بعد هذه البراءة، وقد تضمنت حياته فى السجن دلائل نبوية، ودعوة إلى التوحيد إذ يقول :(... أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار
كانت حياة جديدة، دعاه الملك واستخلصه لنفسه، وقال :(... إنك اليوم لدينا مكين أمين
و، تولى أمر المالية المصرية (قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم - وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون.