ولكن الشيخ يعقوب حريص على ولده، ويريد المواثيق عليه ( قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (٦٦).
ولشفقته على أولاده وخوف العين قال :(... يا بني لا تدخفوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء... ، ولكنها الشفقة الأبوية دفعته لأن يتصون عليهم.
دخلوا على يوسف، فآوى إليه أخاه، وقال :(... إني أنا أخوك فلا تبتس بما كانوا يعملون، ثم جهزهم بجهازهم، وأودع السقاية فى رحل أخيه (... ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم : أى كفيل، قالوا :(... ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين قالوا فما جزاوه إن كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه... ، أى يكون ملكا.
أخذوا يفحصون أوعيتهم قبل وعاء أخيه، ثم استخرجوها من وعاء أخيه، كذلك كان تدبير الله تعالى ليأخذ أخاه بعد طول افتراق.
ولقد كانت لفتة من عداوة أبناء العلات (١) التى تظهر فى القول لا تزال متمكنة فى قلوبهم (قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون قالوا يا أيها العزيز إن لة أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون.
ندموا وتذكروا موثق أبيهم، وذكرهم به كبيرهم، وقال :(... فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين ارجعوا إلى أبيكم
_________
(١) أبناء العلات : أبناء الضرائر، أى أن الأناء يرجعون إلى أب واحد وهو إبراهيم عليه السلام أبى الاناء، وإن اختلفت أمهاتهم.