تقتضي هذه الآية أن يعقوب عليه السلام كان يحس من بنيه حسد يوسف وبغضته، فنهاه عن قصص الرؤيا عليهم خوف أن يشعل بذلك غل صدورهم، فيعملوا الحيلة على هلاكه، ومن هنا ومن فعلهم بيوسف - الذي يأتي ذكره - يظهر أنهم لم يكونوا أنبياء في ذلك الوقت. ووقع في كتاب الطبري لابن زيد : أنهم كانوا أنبياء ؛ وهذا يرده القطع بعصمة الأنبياء عن الحسد الدنياوي وعن عقوق الآباء وتعريض مؤمن للهلاك والتوافر في قتله.
ثم أعلمه :﴿ إن الشيطان للإنسان عدو مبين ﴾ أي هو يدخلهم في ذلك ويحضهم عليه.
وأمال الكسائي ﴿ رؤياك ﴾، والرؤيا حيث وقعت وروي عنه : أنه لم يمل :﴿ رؤياك ﴾ في هذه السورة وأمال الرؤيا حيث وقعت، وقرأ " روياك " بغير همز - وهي لغة أهل الحجاز - ولم يملها الباقون حيث وقعت.
و" الرؤيا " مصدر كثر وقوعه على هذا المتخيل في النوم حتى جرى مجرى الأسماء كما فعلوا في الدر في قولهم : لله درك فخرجا من حكم عمل المصادر وكسروها رؤى بمنزلة ظلم، والمصادر في أكثر الأمر لا تكسر.


الصفحة التالية
Icon