وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ﴾
يعني من سأل عن حديثهم.
وقرأ أهل مكة "آيةٌ" على التوحيد ؛ واختار أبو عبيد "آيَاتٌ" على الجمع ؛ قال : لأنها خير كثير.
قال النحاس : و "آية" هنا قراءة حسنة، أي لقد كان للذين سألوا عن خبر يوسف آية فيما خبّروا به، لأنهم سألوا النبيّ ﷺ وهو بمكة فقالوا : أخبرنا عن رجل من الأنبياء كان بالشام أُخرج ابنه إلى مصر، فبكى عليه حتى عمي؟ ولم يكن بمكة أحد من أهل الكتاب، ولا من يعرف خبر الأنبياء ؛ وإنما وجّهَ اليهودُ ( إليهم ) من المدينة يسألونه عن هذا فأنزل الله عز وجل سورة "يوسف" جملة واحدة ؛ فيها كل ما في التوراة من خبر وزيادة ؛ فكان ذلك آية للنبيّ ﷺ، بمنزلة إحياء عيسى ابن مريم عليه السلام الميت.
"آيَاتٌ" موعظة ؛ وقيل : عبرة.
وروي أنها في بعض المصاحف "عبرة".
وقيل : بصيرة.
وقيل : عجب ؛ تقول فلان آية في العلم والحسن أي عجب.
قال الثعلبيّ في تفسيره : لما بلغت الرؤيا إخوة يوسف حسدوه ؛ وقال ابن زيد : كانوا أنبياء، وقالوا : ما يرضى أن يسجد له إخوته حتى يسجد له أبواه! فبغوه بالعداوة، وقد تقدّم ردّ هذا القول.
قال الله تعالى :﴿ لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ ﴾ وأسماؤهم : روبيل وهو أكبرهم، وشمعون ولاوي ويهوذا وزيالون ويشجر، وأمهم ليا بنت ليان، وهي بنت خال يعقوب، وولد له من سريتين أربعة نفر ؛ دان ونفتالي وجاد وآشر، ثم توفيت ليا فتزوّج يعقوب أختها راحيل، فولدت له يوسف وبنيامين، فكان بنو يعقوب اثني عشر رجلاً.
قال السّهيلي : وأمّ يعقوب اسمها رفقا، وراحيل ماتت في نفاس بنيامين، وليان بن ناهر بن آزر هو خال يعقوب.


الصفحة التالية
Icon