وابن الأنباري أن الضمير لنبأ يوسف وإن لم يذكر في النظم الكريم، وقيل : هو للإنزال المفهوم من الفعل، ونصبه على أنه مفعول مطلق، و﴿ قُرْءاناً ﴾ هو المفعول به، والقولان ضعيفان كام لا يخفى، ونصب ﴿ قُرْءاناً ﴾ على أنه حال وهو بقطع النظر عما بعده وعن تأويله بالمستق حال موطئة للحال التي هي ﴿ عَرَبِيّاً ﴾ وإن أول بالمشتق أي مقروءاً فحال فير موطئة ؛ و﴿ عَرَبِيّاً ﴾ إما صفته على رأي من يجوز وصف الصفة، وإما حال من الضمير المستتر فيه على رأي من يقول بتحمل المصدر الضمير إذا كان مؤولا باسم المفعول مثلاً، وقيل :﴿ قُرْءاناً ﴾ بدل من الضمير، و﴿ عَرَبِيّاً ﴾ صفته، وظاهر صنيع أبي حيان يقتضي اختياره، ومعنى كونه ﴿ عَرَبِيّاً ﴾ أنه منسوب إلى العرب باعتبار أنه نزل بلغتهم وهي لغة قديمة.
أخرج ابن عساكر في التاريخ عن ابن عباس أن آدم عليه السلام كان لغته في الجنة العربية فلما أكل من الشجرة سلبها فتكلم بالسريانية فلما تاب ردّها الله تعالى عليه، وقال عبد الملك بن حبيبن : كان اللسان الأول الذي هبط به آدم عليه السلام من الجنة عربياً إلى أن بعد وطال العهد حرف وصار سريانياً وهو منسوب إلى أرض سورية وهي أرض الجزيرة.
وبها كان نوح عليه السلام وقومه قبل الغرق، وكان يشاكل اللسان العربي إلا أنه محرف وكان أيضاً لسان جميع من في السفينة إلا رجلاً واحداً يقال له : جرهم فإنه كان لسانه العربي الأول فلما خرجوا من السفينة تزوج إرم بن سام بعض بناته وصار اللسان العربي في ولده عوص أبي عاد.
وعبيل.
وجاثر أبي ثمود.