وصاحبيه، وأطال الكلام في ذلك، وفي معراج الدراية من تعمد قراءة القرآن أو كتابته بالفارسية فهو مجنون أو زنديق والمجنون يداوى والزنديق يقتل، وروي ذلك عن أبي بكر محمد بن الفضل البخاري ومع هذا لا ينكر فضل الفارسية، ففي الحديث " نسان أهل الجنة العربي.
والفارسي الدري " وقد اشتهر ذلك لكن ذكر الذهبي في تاريخه عن سفيان أنه قال : بلغنا أن الناس يتكلمون يوم القيامة بالسريانية فإذا دخلوا الجنة تكلموا بالعربية.
وأخرج الطبراني.
والحاكم.
والبيهقي.
وآخرون عن ابن عباس قال : قال رسول الله ﷺ :" أحبوا العرب لثلاث لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي ".
وأخرج أبو الشيخ، وابن مردويه عن أبي هريرة ما يعضده، ولا يخفى على الخبير بمزايا الكلام أن في الكلام العربي من لطائف المعاني ودقائق الأسرار ما لا يستقل بأدائه لسان ويليه في ذلك الكلام الفارسي فإن كان هذا مدار الفضل فلا ينبغي أن يتنازع اثنان في أفضلية العربي ثم الفارسي مما وصل إلينا من اللغات وإن كان شيئاً آخر فالظاهر وجوده في العربي الذي اختار سبحانه إنزال القرآن به لا غير، وقد قسم لنبينا ﷺ من هذا اللسان ما لم يقسم لأحد من فصحاء العرب، فقد أخرج ابن عساكر في تاريخه عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه قال :"يا رسول الله مالك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا؟ قال : كانت لغة إسماعيل قد درست فجاء بها جبريل عليه السلام فحفظنيها فحفظتها".
وأخرج البيهقي من طريق يونس عن محمد بن أبراهيم بن الحرث التيمي عن أبيه من حديث فيه طول قال رجل : يا رسول الله ما أفصحك ما رأينا الذي هو أعرب منك؟ قال : حق لي فانما أنزل القرآن علي بلسان عربي مبين"، هذا وجوز أن يكون العربي منسوباً إلى عربة وهيناحية دار إسماعيل عليه السلام قال الشاعر :
( وعربة ) أرض ما يحا حرامها...
من الناس إلا اللوذعي الحلاحل


الصفحة التالية
Icon