﴿ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الاولين ﴾ [ الأنفال : ٣٨ ] ﴿ أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مّن قَرْنٍ ﴾ [ الأنعام : ٦ ] وقصة يوسف لم يقصد منها ذلك، وبهذا أيضاً يحصل الجواب عن عدم تكرير قصة أصحاب الكهف.
وقصة ذي القرنين.
وقصة موسى مع الخضر.
وقصة الذبيح، ثم قال : فإن قلت : قد تكررت قصة ولادة يحيى وولادة عيسى عليهما السلام مرتين وليست من قبيل ما ذكرت ﴿ قُلْتَ ﴾ الأولى في سورة ﴿ كهيعص ﴾ [ مريم : ١ ] وهي مكية أنزلت خطاباً لأهل مكة، والثانية في سورة آل عمران وهي مدنية أنزلت خطاباً لليهود ولنصارى نجران حين قدموا ولهذا اتصل بهذا ذكر المحاجة والمباهلة اه.
واعترض بأن قصة آدم عليه السلام كررت مع أنه ليس المقصود بها إفادة إهلاك من كذبوا رسلهم، وأجيب بأنها وإن لم يكن المقصود بها إفادة ما ذكر إلا أن فيها من الزجر عن المعصية ما فيها فهي أشبه قصة بتلك القصص التي كررت لذلك فافهم ﴿ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ ﴾ أي قبل إيحائنا إليك ذلك ﴿ لَمِنَ الغافلين ﴾ عنه لم يخطر ببالك ولم يقرع سمعك، وهذا تعليل لكونه موحى كما ذكره بعض المحققين والأكثر في مثله ترك الواو، والتعبير عن عدم العلم بالغفلة لا جلال شأن النبي ﷺ وكذا العدول عن لغافلا إلى ما في النظم الجليل عند بعض، ويمكن أن يقال : إن الشيء إذا كان بديعاً وفيه نوع غرابة إذا وقف عليه قيل للمخاطب : كنت عن هذا غافلاً فيجوز أن يقصد الإشارة إلى غرابة تلك القصة فيكون كالتأكيد لما تقدم إلا أن فيه ما لا يخفى وأن مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن واللام فارقة، وجملة ﴿ كُنتُ ﴾ الخ خبر إن. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon