وقال الشيخ الشعراوى :
﴿ الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (١) ﴾
لقد تعرضنا من قبل لفواتح السور ؛ من أول سورة البقرة، وسورة آل عمران، وقلنا : إن فواتح بعض من سور القرآن تبدأ بحروف مُقطَّعة ؛ ننطقها ونحن نقرؤها بأسماء الحروف، لا بمسميات الحروف.
فإن لكل حرف اسماً ومُسمَّى، واسم الحرف يعرفه الخاصة الذين يعرفون القراءة والكتابة، أما العامة الذين لا يعرفون القراءة أو الكتابة ؛ فهم يتكلمون بمسميات الحروف، ولا يعرفون أسماءها.
فإن الأمي إذا سُئل أن يتهجى أيَّ كلمة ينطقها، وأن يفصل حروفها نطقاً ؛ لما عرف، وسبب ذلك أنه لم يتعلم القراءة والكتابة، أما المتعلم فهو يعرف أسماء الحروف ومُسمَّياتها.
ونحن نعلم أن القرآن قد نزل مسموعاً، ولذلك أقول : إياك أن تقرأ كتاب الله إلا أن تكون قد سمعته أولاً ؛ فإنك إذا قرأته قبل أن تسمعه فسيستوي عندك حين تقرأ في أول سورة البقرة :﴿ الم ﴾ [ البقرة : ١ ].
مثلما تقول في أول سورة الشرح :﴿ أَلَمْ ﴾ [ الشرح : ١ ].
أما حين تسمع القرآن فأنت تقرأ أول سورة البقرة كما سمعها رسول الله ﷺ من جبريل عليه السلام " ألف لام ميم "، وتقرأ أول سورة الشرح " ألم ".
وأقول ذلك لأن القرآن كما نعلم ليس كأي كتاب تُقبِل عليه لتقرأه من غير سماع، لا. بل هو كتاب تقرؤه بعد أن تسمعه وتصحح قراءتك على قارئ ؛ لتعرف كيف تنطق كل قَوْل كريم، ثم من بعد ذلك لك أن تقرأ بعد أن تعرفتَ على كيفية القراءة ؛ لأن كل حرف في الكتاب الكريم موضوع بميزان وبقدر.
ونحن نعلم أيضا أن آيات القرآن منها آياتٌ مُحْكمات وأُخَر مُتَشابهات. والآيات المُحْكماتُ تضم الأحكام التي عليك أن تفعلها لِتُثاب عليها، وإنْ لم تفعلها تُعاقب، وكل ما في الآيات المُحْكمات وَاضح.