وقال السدي : يعني نشتد ونعدو والمعنى نستبق على الأقادم ليتبين أينا أسرع عدواً وأخف حركة، وقال مقاتل : نتصيد والمعنى نستبق إلى الصيد ﴿ وتركنا يوسف عند متاعنا ﴾ يعني عند ثيابنا ﴿ فأكله الذئب ﴾ يعني في حال استباقنا وغفلتنا عنه ﴿ وما أنت بمؤمن لنا ﴾ يعني وما أنت بمصدق لنا ﴿ ولو كنا صادقين ﴾ يعني في قولنا والمعنى إنا وإن كنا صادقين لكنك لا تصدق لنا قولاً لشدة محبتك ليوسف عند ثيابنا ﴿ فأكله الذئب ﴾ يعني في حال استباقنا وغفلتنا عنه ﴿ وما أنت بمؤمن لنا ﴾ يعني وما أنت بمصدق لنا ﴿ ولو كنا صادقين ﴾ يعني في قولنا والمعنى إنا وإن كنا صادقين لكنك لا تصدق لنا قولاً لشدة محبتك ليوسف فإنك تتهمنا في قولنا هذا وقيل معناه إنا وإن كنا صادقين فإنك لا تصدقنا لأنه لم تظهر عندك أماة تدل على صدقنا ﴿ وجاؤوا على قميصه ﴾ يعني قميص يوسف ﴿ بدم كذب ﴾ أي مكذوب فيه قال ابن عباس : إنهم ذبحوا سخلة وجعلوا دمها على قميص يوسف ثم جاؤوا أباهم وفي القصة أنهم لطخوا القميص بالدم ولم يشقوه، فقال يعقوب لهم : كيف أكله الذئب ولم يشقّ قميصه فاتهمهم بذلك، وقيل إنهم أتوه بذئب وقالوا هذا أكله فقال يعقوب : أيها الذئب أنت أكلت ولدي وثمرة فؤادي؟ فأنطقه الله وقال والله ما أكلته ولا رأيت ولدك قط ولا يحل لنا أن نأكل لحوم الأنبياء، فقال يعقوب فكيف وقعت بأرض كنعان قال جئت لصلة الحم وهي قرابة لي فأخذوني وأتوا بي إليك فأطلقه يعقوب ولما ذكر إخوة يوسف ليعقوب هذا الكلام واحتجوا على صدقهم بالقميص الملطخ بالدم، ﴿ قال ﴾ يعقوب ﴿ بل سولت لكم أنفسكم أمراً ﴾ يعني بل زينت لكم أنفسكم أمراً، وأصل التسويل تقدير معنى في النفس مع الطمع في إتمامه، وقال صاحب الكشاف : سولت سهلت من السول وهو الاسترخاء أي سهلت لكم أنفسكم أمراً عظيماً ركبتموه من يوسف وهوّنتموه في أنفسكم وأعينكم فعلى هذا يكون معنى قوله بل رد لقولهم فأكله الذئب كأنه قال ليس الأمر كما


الصفحة التالية
Icon