: سقط حاجباه على عينيه فكان يرفعهما بعصابة، فقيل له : ما هذا؟ قال : طولُ الزمان وكثرةُ الأحزان فأوحى الله عز وجل إليه :"يا يعقوبُ أتشكوني؟" قال : يا رب خطيئةٌ فاغفِرها لي، وقرأ أُبيّ فصبراً جميلاً ﴿ والله المستعان ﴾ أي المطلوبُ منه العونُ وهو إنشاءٌ منه عليه السلام للاستعانة المستمرة ﴿ على مَا تَصِفُونَ ﴾ على إظهار حال ما تصفون وبيانِ كونِه كذباً، وإظهارِ سلامتِه فإنه عَلَم في الكذب قال سبحانه :﴿ سبحان رَبّكَ رَبّ العزة عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ وهو الأليقُ بما سيجيء من قوله تعالى :﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى الله أَن يَأْتِيَنِى بِهِمْ جَمِيعًا ﴾ وتفسيرُ المستعانِ عليه باحتمال ما يصفون من هلاك يوسفَ والصبرِ على الرزء فيه يأباه تكذيبُه عليه السلام لهم في ذلك، ولا تساعدُه الصيغةُ فإنها قد غلَبت في وصف الشيء بما ليس فيه كما أشير إليه. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾