قال أبو علي : وقراءة ابن كثير - " نرتع " بالنون و" يلعب " بالياء - فنزعها حسن، لإسناد النظر في المال والرعاية إليهم، واللعب إلى يوسف لصباه.
وقرأ العلاء بن سيابة، " يرتع ويلعبُ " برفع الباء على القطع. وقرأ مجاهد وقتادة :" نُرتِع " بضم النون وكسر التاء و" نلعبْ " بالنون والجزم. وقرأ ابن كثير - في بعض الروايات عنه - " نرتعي " بإثبات الياء - وهي ضعيفة لا تجوز إلا في الشعر كما قال الشاعر :[ الوافر ]
ألم يأتيك والأنباء تنمي... بما لاقت لبون بني زياد
وقرأ أبو رجاء " يُرتعْ " بضم الياء وجزم العين و" يلعبْ " بالياء والجزم.
وعللوا طلبه والخروج به بما يمكن أن يستهوي يوسف لصباه من الرتوع واللعب والنشاط.
وقوله تعالى :﴿ إني ليحزنني ﴾ الآية.
قرأ عاصم وابن كثير والحسن والأعرج وعيسى وأبو عمرو وابن محيصن " ليَحزُنني " بفتح الياء وضم الزاي، قال أبو حاتم : وقرأ نافع بضم الياء وكسر الزاي والإدغام، ورواية روش عن نافع : بيان النونين مع ضم الياء وكسر الزاي في جميع القرآن، وأن الأولى فاعلة والثانية مفعولة ب ﴿ أخاف ﴾. وقرأ الكسائي وحده :" الذيب " دون همز وقرأ الباقون بالهمز - وهو الأصل منه جمعهم إياه على ذؤبان، ومنه تذاءبت الريح والذئاب إذا أتت من ها هنا وها هنا. وروى رش عن نافع :" الذيب " بغير همز، وقال نصر : سمعت أبا عمرو لا يهمز، قال : وأهل الحجاز يهمزون.
وإنما خاف يعقوب الذئب دون سواه، وخصصه لأنه كان الحيوان العادي المنبت في القطر، وروي أن يعقوب كان رأى في منامه ذئباً يشتد على يوسف.


الصفحة التالية
Icon