فصل


قال الدكتور محمد أبو شهبة :
الإسرائيليات في سبب لبث يوسف في السجن :
ومن الإسرائيليات ما يذكره بعض المفسرين في مدة سجن يوسف عليه السلام وفي سبب لبثه في السجن بضع سنين، وذلك عند تفسير قوله تعالى :
﴿وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِين﴾ [يوسف : الآية ٤٢].
فقد ذكر ابن جرير، والثعلبي، والبغوي، وغيرهم أقوالا كثيرة في هذا، فقد قال وهب بن منبه : أصاب أيوب البلاء سبع سنين، وترك يوسف في السجن سبع سنين، وعذب بختنصر فحول في السباع سبع سنين١.
وقال مالك بن دينار : لما قال يوسف للساقي : اذكرني عند ربك. قيل له : يا يوسف اتخذت من دوني وكيلا، لأطيلن حبسك، فبكى يوسف، وقال : يا رب، أنسى قلبي كثرة البلوى فقلت كلمة، ولن أعود.
وقال الحسن البصري : دخل جبريل عليه السلام على يوسف في السجن فلما رآه يوسف عرفه، فقال له : يا أخا المنذرين، إني أراك بين الخاطئين ؟! فقال له جبريل : يا طاهر يا ابن الطاهرين يقرأ عليك السلام رب العالمين، ويقول لك : أما استحيت مني أن استشفعت بالآدميين ؟! فوعزتي وجلالي لألبثنك في السجن بضع سنين، فقال يوسف : وهو في ذلك عني راضٍ ؟ قال : نعم، قال : إذًا لا أبالي.
_________
١ لا أدري ما المناسبة بين نبي الله، وبختنصر الذي أذل اليهود وسباهم ؟


الصفحة التالية
Icon