قال الإمام الحافظ الناقد : ابن كثير :"وهذا الحديث ضعيف جدا"١ ؛ لأن سفيان بن وكيع الراوي عنه ابن جرير ضعيف، وإبراهيم بن يزيد أضعف منه أيضا، وقد روى عن الحسن وقتادة مرسلا عن كل منهما، وهذه المرسلات ههنا لا تقبل٢، ولو قبل المرسل من حيث هو في غير هذا الموطن، والله أعلم٣" وقد تكلف بعض المفسرين للإجابة عما يدل عليه هذا الحديث، وحاله كما سمعت بل تكلف بعضهم، فجعل الضمير في :"فأنساه" ليوسف وهو غير صحيح، والذي يجب أن نعتقده أن يوسف عليه الصلاة والسلام مكث في السجن كما قال الله تعالى بضع سنين.
والبضع : من الثلاث إلى التسع، أو إلى العشر من غير تحديد للمدة، فجائز أن تكون سبعا، وجائز أن تكون تسعا، وجائز أن تكون خمسا، ما دام ليس هناك نقل صحيح عن المعصوم ﷺ وكذلك : نعتقد أنه لم يكن عقوبة على كلمة وإنما هو بلاء ورفعة درجة ثم كيف يتفق هذا الحديث الضعيف هو وما روي عن النبي في الصحيحين عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله ﷺ :"... ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي" وفي لفظ للإمام أحمد :"لو كنت أنا لأسرعت الإجابة، وما ابتغيت العذر". أ هـ ﴿ الإسرائيليات والموضوعات صـ ٢٢٩ ـ ٢٣١﴾

١ الضعيف جدًّا لا يحتج به لا في الأحكام ولا في الفضائل فما بالك في مثل هذا ؟
٢ لأن المرسل احتج به بعض الفقهاء أما في مثل الذي فيه إدانة بعض الأنبياء، وإلقاء اللوم عليه فلا.
٣ تفسير ابن كثير : ج ٤ ص ٤٤٨.


الصفحة التالية
Icon