والزمخشري جعل ذلك وما أشبهه من تلفيق المبطلة وبهتهم على الله تعالى ورسوله، وارتضاه وهو الحرى بذلك ابن المنير وعرض بالمعتزلة بقوله : وذلك شأن المبطلة من كل طائفة ﴿ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبّى ﴾ قال ابن عطية : الجمهور على أن الاستثناء منقطع و﴿ مَا ﴾ مصدرية أي لكن رحمة ربي هي التي تصرف عنها السوء على حد ما جوز في قوله سبحانه :﴿ وَلاَ هُمْ يُنقَذُونَ إِلاَّ رَحْمَةً مّنَّا ﴾ [ يس : ٤٣، ٤٤ ] وجوز أن يكون استثناء من أعم الأوقات و﴿ مَا ﴾ مصدرية ظرفية زمانية أي هي أمارة بالسوء في كل وقت إلا في وقت رحمة ربي وعصمته، والنصب على الظرفية لا على الاستثناء كما توهم، لكن فيه التفريغ في الإثبات والجمهور على أنه لا يجوز إلا بعد النفي أو شبهه.
نعم أجازه بعضهم في الإثبات إن استقام المعنى كقرأت إلا يوم الجمعة.
وأورد على هذا بأنه يلزم عليه كون نفس يوسف وغيره من الأنبياء عليهم السلام مائلة إلى الشهوات في أكثر الأوقات إلا أن يحمل ذلك على ما قبل النبوة بناءاً على جواز ما ذكر قبلها أو يراد جنس النفس لا كل واحدة.