﴿ وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ ﴾ بفتح الجيم، وقرئ بكسرها، أي : أوقر ركائبهم بالطعام والميرة ﴿ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ ﴾ أي : أتمه :﴿ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ ﴾ أي : المضيفين، وقوله ذلك تحريض لهم على الإتيان به، لا امتنان.
﴿ فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي ﴾ أي : فيما تستقبلون :﴿ وَلاَ تَقْرَبُونِ ﴾ أي : ولا تقربوني بدخول بلادي مرة ثانية. فالياء محذوفة، والنون نون الوقاية.
﴿ قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ ﴾ أي : سنخادعه ونحتال في انتزاعه من يده، ونجتهد في ذلك. وفيه تنبيه على عزة المطلب، وصعوبة مناله - قاله أبو السعود - :﴿ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ ﴾ أي : ذلك. يعنون المراودة، أو الإتيان به، فيكون ترقياً إلى الوعد بتحصيله بعد المراودة. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ٩ صـ ١٩٨ ـ ٢٠٠﴾