" فوائد لغوية وإعرابية "
قال السمين :
﴿ وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ ﴾
قوله تعالى :﴿ بِجَهَازِهِمْ ﴾ : العامَّةُ على فتح الجيم، وقُرىء بكسرِها، وهما لغتان فيما يحتاجه الإِنسانُ مِنْ زاد ومتاعٍ ومنه " جهاز العروس " و " جهاز البيت ".
وقوله :﴿ بِأَخٍ لَّكُمْ ﴾ ولم يَقُلْ بأخيكم بالإِضافة ؛ مبالغةً في عَدَم تَعَرُّفِه بهم ؛ ولذلك فَرَّقوا بين " مررت بغلامك " و " بغلامٍ لك " فإنَّ الأولَ يَقْتضي عِرْفانك بالغلام، وأن بينك وبين مخاطِبك نوعَ عَهْدٍ، والثاني لا يَقْتَضي ذلك، وقد تُخْبر عن المعرفة إخبارَ النكرة فتقول :" قال رجل كذا " وأنت تعرفه لصِدْق إطلاقِ النكرةِ على المعرفة.
﴿ فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (٦٠) ﴾
قوله تعالى :﴿ وَلاَ تَقْرَبُونِ ﴾ : يُحْتمل أنْ تكونَ " لا " ناهيةً فيكونَ " تَقْربون " مجزوماً، ويُحْتمل أن تكونَ " لا " نافيةً وفيه وجهان، أحدهما : أن يكونَ داخلاً في حَيِّز الجزاء معطوفاً عليه، فيكونَ أيضاً مجزوماً على ما تقدم. والثاني : أنه نفيٌّ مستقلٌّ غيرُ معطوف على جزاءِ الشرط، وهو خبر في معنى النهي كقوله :﴿ فَلاَ رَفَثَ ﴾ [ البقرة : ١٩٧ ]. أ هـ ﴿الدر المصون حـ ٦ صـ ٥١٦ ـ ٥١٧﴾