﴿ فَلَمَّا رَجِعُوا إلى أَبِيهِمْ قَالُواْ ﴾ قبل أن يشتغلوا بفتح المتاع ﴿ قَالُواْ يأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الكيل ﴾ أي فيما بعد، وفيه ما لا يخفى من الدلالة على كون الامتيار مرةً بعد مرة معهوداً فيما بينهم وبينه عليه السلام ﴿ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا ﴾ بنيامين إلى مصر وفيه إيذانٌ بأن مدارَ المنع عدمُ كونِه معهم ﴿ نَكْتَلْ ﴾ بسببه من الطعام ما نشاء. وقرأ حمزةُ والكسائي بالياء على إسناده إلى الأخ لكونه سبباً للاكتيال أو يكتلْ لنفسه مع اكتيالنا ﴿ وَإِنَّا لَهُ لحافظون ﴾ من أن يصيبَه مكروهٌ.
﴿ قَالَ هَلْ امَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ على أَخِيهِ ﴾
يوسف ﴿ مِن قَبْلُ ﴾ وقد قلتم في حقه أيضاً ما قلتم ثم فعلتم به ما فعلتم فلا أثق بكم ولا بحفظكم وإنما أفوّض الأمر إلى الله ﴿ فالله خَيْرٌ حافظا ﴾ وقرىء حِفظاً، وانتصابُهما على التمييز، والحالية على القراءة الأولى توهم تقيّد الخيريةِ بتلك الحالة ﴿ وَهُوَ أَرْحَمُ الرحمين ﴾ فأرجو أن يرحمني بحفظه ولا يجمعَ عليّ مصيبتين، وهذا كما ترى ميلٌ منه عليه السلام إلى الإذن والإرسالِ لما رأى فيه من المصلحة. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon