﴿فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [ آل عمران : ١ ٢ ] ظاهر عليه، ومن باب التهكم على الأول والمأمور بالتبشير البشير النذير ﷺ، وقيل : كل من يتأتى منه ذلك كما في قوله ﷺ " بشر المشائين إلى المساجد" الحديث ففيه رمز إلى أن الأمر لعظمته حقيق بأن يتولى التبشير به كل من يقدر عليه ويكون هناك مجاز إن كان الضمير موضوعاً لجزئي بوضع كلي وإلا ففي الحقيقة والمجاز كلام في محله، ولم يخاطب المؤمنون كما خوطب الكفرة تفخيماً لشأنهم وإيذاناً تاماً فإنهم أحقاء بأن يبشروا ويهنئوا بما أعد لهم، وقيل : تغيير للأسلوب لتخييل كمال التباين بين حال الفريقين، وعندي أنه سبحانه لما كسى رسوله ﷺ حلة عبوديته في قوله :﴿مّمَّا نَزَّلْنَا على عَبْدِنَا﴾ [ البقرة : ٣ ٢ ] ناسب أن يطرزها بطراز التكليف بما يزيد حب أحبابه له فيزدادوا إيمانا إلى إيمانهم، وفي ذلك من اللطف به ﷺ وبهم ما لا يخفى.