قوله :﴿مُتَشَابِهاً﴾ حالٌ من الضَّمير في " به "، أي : يشبه بعضه في المنظر، ويختلف في الطعمِ، قاله بان عبَّاس ومجاهد، والحسن وغيرهم رضي الله - تعالى - عنهم.
وقال عكرمة :" يُشْبِهُ ثَمَرَ الدُّنيا، ويباينه في جل الصَّفات ".
قال ابن عبَّاس :" هذا على وَجْه التَّعَجُّبِ، وليس في الدُّنْيَا شيءٌ مما في الجَنَّةِ سِوَى الأسماء، فكأنَّهم تَعَجَّبُوا لِمَا رأوه من حُسْنِ الثَّمَرَةِ، وعِظم خالقها ".
وقال قتادةُ :" خياراً لا رَذلَ فيه، كقوله تعالى :﴿كِتَاباً مُّتَشَابِهاً﴾ [ الزمر : ٢٣ ] وليس كثمار الدنيا التي لا تتشابه ؛ لأنَّ فيها خياراً وغير خِيَار ".
قوله :﴿وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ﴾ " لهم " خبر مُقَدَّم، وأزواج مبتدأ، و" فيها " متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به الخبر.
قال أبو البقاء :" لا يكون فيها الخبر، لأنَّ الفائدة تقل ؛ إذ الفائدة في جَعْلِ الأَزواج لهم ".
وقوله :" مُطَهَّرةٌ " صفة، وأتى بها مفردة على حدِّ : النساءِ طَهُرَتْ ومنه بيت الحماسة :[ الكامل ]
وَإِذَا العَذَارَى بَالدُّخَانِ تَلَفَّعَتْ...
وَاسْتَعْجَلَتْ نَصْبَ القُدُورِ فَمَلَّتِ
وقرأ زيد بن عليّ :" مُطَهَّراتٌ " على حَدِّ : النساءُ طَهَرْنَ.
وقرأ عبيد بن عمير :" مُطَهَّرة " يعني : متطَهِّرة.
والزوج ما يكون معه آخر، ويقالُ زوج للرَّجل والمرأة، وأمَّا " زَوْجَةٌ " فقليلٌ.
قال الأَصْمَعِيُّ : لا تكاد العربُ تقول : زوجة، ونَقَلَ الفرّاءُ أنّها لغة " تميم "، وأنشد للفرزدق :[ الطويل ]
وَإِنَّ الَّذِي يَسْعَى لِيُفْسِدَ زَوْجَتِي...
كَسَاعٍ إلَى أُسْدِ الشَّرَى يَسْتَبِيلُهَا
وفي الحديث عن عمَّار بن ياسرِ في حقِّ عائشة رضي الله عنهما :" إنِّي لأَعْلَمْ أنَّها زَوْجَتَهَ في الدُّنيا والآخرة " ذكره البُخَاري رضي الله عنه، واختاره الكسائيُّ.