قال ابن الخطيب : وقال أصحابنا : الخلدُ هو الثّباتُ الطويل، سواء دام أو لم يَدُم ؛ واستدلُّوا بقوله تعالى :﴿خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً﴾ [ التوبة : ١٠٠ ] ولو كان التأبيد داخلاً في مفهوم الخلد، لكان ذلك تكرُّراً، واستدلّوا أيضاً بالعرفِ ؛ يقال : حَبَسَ فلانٌ فُلاَناً حَبْساً مُخَلَّداً، ويكتبُ في الأوقاف : وقَفَ فلانٌ وَقْفاً مُخَلَّداً.
وقال الآخرون :" العقلُ يَدُلُّ على دوامه ؛ لأنه لو لم يجب الدوام، لجوّزوا انقطاعه، فكان خوف الانقطاع ينغص عليهم تلك النعمة، لأنَّ النِّعْمَةَ كُلَّمَا كانت أعظم كان خوفها انقطاعها أعظم وقعاً في القَلْبِ، وهذا يقتضي ألا ينفك أهل الثواب [ ألبتة ] من الغم والحسرةِ، وقد يجابُ عنه بأنَّهم عرفوا ذلك بقرينة قوله :" أبداً ". أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ١ صـ ٤٤٦ ـ ٤٥٨﴾. باختصار.


الصفحة التالية
Icon