والمعنى وجماعة أزواج مطهرة «١». وقرأ زيد بن على :(مطهرات) وقرأ عبيد بن عمير :
مطهرة، بمعنى متطهرة. وفي كلام بعض العرب : ما أحوجنى إلى بيت اللَّه. فأطهر به أطهرة.
أى فأتطهر به تطهرة. فإن قلت : هلا قيل طاهرة؟ قلت : في «مطهرة» فخامة لصفتهنّ ليست في طاهرة، وهي الإشعار بأن مطهراً طهرهنّ. وليس ذلك إلا اللَّه عزّ وجلّ المريد بعباده الصالحين أن يخوّلهم كلّ مزية فيما أعدّ لهم.
والخلد : الثبات الدائم والبقاء اللازم الذي لا ينقطع. قال اللَّه تعالى :(وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ، أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ). وقال امرؤ القيس :
ألَا انْعَمْ صَبَاحاً أيُّهَا الطَّلَلُ البَالِى وهَلْ يَنْعَمَنْ مَنْ كانَ في العُصُرِ الخَالى
وهَلْ يَنْعَمَنْ إلّا سَعِيدٌ مُخَلّدٌ قَلِيلُ الهُمُومِ مَا يَبِيتُ بأوْجَالِ «٢». أ هـ ﴿الكشاف حـ ١ صـ ٧٢ ـ ١١٠﴾

__
(١). قوله «و جماعة أزواج مطهرة» لعل الواو مزيدة من الناسخ. أو لعل أصله ولهم فيها جماعة أزواج. (ع)
(٢). لامرئ القيس. وألا استفتاحية. وأنعم صباحا : تحية الجاهلية، أى طاب عيشك. ويخفف فيقال عم، كما روى هنا. وكذلك «يعمن» روى هنا أيضا. ونعم ينعم كضرب يضرب : ونعم ينعم كسهل يسهل. ونعم ينعم كعلم يعلم. ونعم ينعم بكسر عينهما وهو قليل، بمعنى صار ناعما لينا. وخص الصباح لأنه وقت الغارات. والطلل : ما بقي من آثار الديار. والبالي : الفاني. والمراد تحية أهل الطلل ثم تذكر الخطأ في تحيتهم فقال : لا يتنعم من كان في الزمن الماضي وهو اليوم فان، فالاستفهام إنكارى : والمخلد : طويل العمر بحيث لا يفنى. والأوجال : جمع وجل وهو الخوف، والباء للملابسة. ويجوز أنها للظرفية تخييلا.


الصفحة التالية
Icon