٢ - لا بد من تقرير هذه القاعدة التي هي من البديهيات والتي يحسن بطالب المعرفة أيّا كانت درجته أن يضعها نصب عينيه وهي :" إنّ كل ضمير يتصل باسم فهو في محل جر بالاضافة " بخلاف الضمير المتصل بالفعل فقد يكون فاعلا مثل " يخادعون " فالواو فاعل وقد يكون مفعولا به كقوله تعالى :" فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً " فالضمير " هم " في محل نصب مفعول به.
ولاستيفاء الفائدة، لا بد من الاشارة إلى أنه لدى اعراب الضمير لا بد من ذكر نوعه وبنائه ومحله من الاعراب.
٣ - اختلف سيبويه والكسائي حول مادة " الناس " فذهب سيبويه إلى أنه من مادة " أنس " من الأنس واتجه الكسائي إلى أنه من مادة " نوس " من الحركة.
وبما أن الإنسان تغلب عليه صفة الأنس ويكاد ينفرد بها عن سائر الحيوان في حين أنه يشترك في صفة الحركة مع جميع الأحياء ويعجزنا وجود بعض أصناف الحيوان أكثر حركة من الإنسان، ولهذا يبدو أن الحق في جانب " سيبويه " ولا نكون مجانبين الصواب إذا أخذنا برأيه دون رأي الكسائي فرجحنا أن اسم الإنسان هو من الأنس وليس من الحركة وهي " النوسان ".
[سورة البقرة (٢) : آية ٦]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٦)
الإعراب :
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد ينصب المبتدأ ويرفع الخبر (الذين) اسم موصول مبني على الفتح في محلّ نصب اسم إنّ.