وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ ولما دخلوا على يوسف ﴾ الآية.
المعنى أنه لما دخل إخوة يوسف عليه ورأى أخاه شكر ذلك لهم - على ما روي - وضم إليه أخاه وآواه إلى نفسه. ومن هذه الكلمة المأوى. وكان بنيامين شقيق يوسف فآواه. وصورة ذلك - على ما روي عن ابن إسحاق وغيره - أن يوسف عليه السلام أمر صاحب ضيافته أن ينزلهم رجلين رجلين، فبقي يامين وحده، فقال يوسف : أنا أنزل هذا مع نفسي، ففعل وبات عنده ؛ وقال له :﴿ إني أنا أخوك ﴾ واختلف المتأولون في هذا اللفظ فقال ابن إسحاق وغيره : أخبره بأنه أخوه حقيقة واستكتمه، وقال له : لا تبال بكل ما تراه من المكروه في تحيلي في أخذك منهم. وعلى هذا التأويل يحتمل أن يشير بقوله :﴿ بما كانوا يعملون ﴾ إلى ما يعمله فتيان يوسف، من أمر السقاية ونحو ذلك ؛ ويحتمل أن يشير إلى ما عمله الإخوة قديماً. وقال وهب بن منبه : إنما أخبره أنه أخوه في الود مقام أخيه الذاهب، ولم يكشف إليه الأمر بل تركه تجوز عليه الحيلة كسائر إخوته. و﴿ تبتئس ﴾ - تفتعل - من البؤس، أي لا تحزن ولا تهتم، وهكذا عبر المفسرون.
﴿ فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ﴾