وقال أبو حيان :
﴿ وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
العير الإبل التي عليها الأحمال، سميت بذلك لأنها تعير أي تذهب وتجيء.
وقيل : هي قافلة الحمير، ثم كثر حتى قيل لكل قافلة عير، كأنها جمع عير.
وأصلها فعل كسقف، وسقف فعل به ما فعل ببيض وعيد، والعير مؤنث.
وقالوا في الجمع : عيرات، فشذوا في جمعه بالألف والتاء، وفي فتح يائه وقال الشاعر :
غشيت ديار الحي بالبكرات...
فعارمة فبرقة العيرات
قال الأعلم : هنا مواضع الأعيار، وهي الحمير.
الصواع الصاع، وفيه لغات تأتي في القرآن، ويؤنث ويذكر.
﴿ ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون.
فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون.
قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون.
قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم.
قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين.
قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين.
قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين ﴾ : روي أنهم قالوا له : هذا أخونا قد جئناك به، فقال : أحسنتم وأصبتم، وستجدون ذلك عندي، فأنزلهم وأكرمهم، ثم أضافهم، وأجلس كل اثنين منهم على مائدة، فبقي بنيامين وحده فبكى وقال : لو كان أخي يوسف حياً لأجلسني معه.