وهو الكراهة والحزن ﴿بما كانوا﴾ أي سائر الإخوة، كوناً هم راسخون فيه ﴿يعملون﴾ مما يسوءنا وإن زعموا أنهم بنوا ذلك العمل على علم، وقد جمعنا له خير ما يكون عليه الاجتماع، ولا تعلمهم بشيء من ذلك، ثم إنه ملأ لهم أوعيتهم كما أرادوا.
وكأنه في المرة الأولى أيضاً في تجهيزهم ليتعرف أخبارهم في طول المدة من حيث لا يشعرون، ولذلك لم يعطف بالفاء، وأسرع في تجهيزهم في هذه المرة قصداً إلى انفراده بأخيه من غير رقيب بالحيلة التي دبرها.
فلذلك أتت الفاء في قوله :﴿فلما جهزهم﴾ أي أعجل جهاز وأحسنه ﴿بجهازهم﴾ ويؤيده ﴿فلما جاء أمرنا﴾ [ هود : ٦٦ و ٨٢ ] في قصتي صالح ولوط عليهما الصلاة والسلام - كما مضى في سورة هود عليه الصلاة والسلام ﴿جعل﴾ أي بنفسه أو بمن أمره ﴿السقاية﴾ التي له.


الصفحة التالية
Icon