ولما سألوه الاستغفار لذنوبهم، عللوه بالاعتراف بالذنب، لأن الاعتراف شرط التوبة - كما قال ـ ﷺ ـ :" إن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه " فقالوا مؤكدين تحقيقاً للإخلاص في التوبة :﴿إنا كنا خاطئين﴾ أي متعمدين للإثم بما ارتكبنا في أمر يوسف علية الصلاة والسلام ؛ ثم حكى جوابه بقوله مستأنفاً :﴿قال﴾ أي أبوهم عليه السلام مؤكداً لكلامه :﴿سوف أستغفر﴾ أي أطلب أن يغفر ﴿لكم ربي﴾ أي الذي لم يزل يحسن إليّ ويربيني أحسن تربية، فهو الجدير بأن يغفر لبني حتى لا يفرق بيني وبينهم في دار البقاء ؛ والربوبية : ملك هو أتم الملك على الإطلاق، وهو ملك الله تعالى لإنشاء الأنفس باختراعها وتصريفها أتم التصريف من الإيجاد والإعدام والتقليب من حال إلى حال في جميع الأمور من غير تعب ؛ ثم علل ذلك بقوله :﴿إنه هو﴾ أي وحده ﴿الغفور الرحيم﴾ كل ذلك تسكيناً لقلوبهم وتصحيحاً لرجائهم ليقوى أملهم، فيكون تعالى عند ظنهم بتحقيق الإجابة وتنجيزاً لطلبه ؛ ولعله عبر ب " سوف " لتقديم هاتين الجملتين على المسألة لما ذكرته من الأغراض، وقيل : لأنه أخر الدعاء إلى صلاة الليل، وقيل : إلى ليلة الجمعة ؛ وقيل : يؤخذ منها أن طلب الحوائج إلى الشباب أسهل منه إلى الشيوخ. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٤ صـ ٩٦ ـ ٩٨﴾