الرابع : استغفر لهم في الحال، وقوله :﴿سَأَسْتَغْفِرُ لَكُمْ﴾ معناه أني أداوم على هذا الاستغفار في الزمان المستقبل، فقد روي أنه كان يستغفر لهم في كل ليلة جمعة في نيف وعشرين سنة، وقيل : قام إلى الصلاة في وقت فلما فرغ رفع يده إلى السماء وقال :"اللهم اغفر لي جزعي على يوسف وقلة صبري عليه، واغفر لأولادي ما فعلوه في حق يوسف عليه السلام" فأوحى الله تعالى إليه : قد غفرت لك ولهم أجمعين.
وروي أن أبناء يعقوب عليه السلام قالوا ليعقوب وقد غلبهم الخوف والبكاء : ما يغني عنا إن لم يغفر لنا، فاستقبل الشيخ القبلة قائماً يدعو، وقام يوسف خلفه يؤمن وقاموا خلفهما أذلة خاشعين عشرين سنة حتى قل صبرهم فظنوا أنها الهلكة فنزل جبريل عليه السلام وقال :"إن الله تعالى أجاب دعوتك في ولدك وعقد مواثيقهم بعدك على النبوة" وقد اختلف الناس في نبوتهم وهو مشهور. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٨ صـ ١٦٥ ـ ١٦٧﴾


الصفحة التالية
Icon