ومعناه إزالة الثرب كما أن التجليد إزالة الجلد قال عطاء الخراساني طلب الحوائج إلى الشباب أسهل منها إلى الشيوخ ألا ترى إلى قول يوسف عليه السلام لإخوته ﴿لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ﴾ وقوله يعقوب :﴿سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبّى﴾ [ يوسف : ٩٨ ].
البحث الثاني : إن قوله :﴿اليوم﴾ متعلق بماذا وفيه قولان :
القول الأول : إنه متعلق بقوله :﴿لاَ تَثْرَيبَ﴾ أي لا أثر بكم اليوم وهو اليوم الذي هو مظنة التثريب فما ظنكم بسائر الأيام، وفيه احتمال آخر وهو أني حكمت في هذا اليوم بأن لا تثريب مطلقاً لأن قوله :﴿لاَ تَثْرَيبَ﴾ نفي للماهية ونفي الماهية يقتضي انتفاء جميع أفراد الماهية، فكان ذلك مفيداً للنفي المتناول لكل الأوقات والأحوال فتقدير الكلام اليوم حكمت بهذا الحكم العام المتناول لكل الأوقات والأحوال ثم إنه لما بين لهم أنه أزال عنهم ملامة الدنيا طلب من الله أن يزيل عنهم عقاب الآخرة فقال :﴿يَغْفِرَ الله لَكُمْ﴾ والمراد منه الدعاء.