وقال الخازن :
﴿ قل ﴾ أي : قل يا محمد لهؤلاء المشركين ﴿ هذه سبيلي ﴾ يعني طريقي التي ﴿ أدعو ﴾ إليها وهي توحيد الله ودين الإسلام وسمي الدين سبيلاً لأنه الطريق المؤدي إلى الله وإلى الثواب والجنة ﴿ إلى الله ﴾ يعني إلى توحيد الله والإيمان به ﴿ على بصيرة ﴾ يعني على يقين ومعرفة والبصيرة هي المعرفة التي يميز بها بين الحق والباطل ﴿ أنا ومن اتبعني ﴾ يعني من آمن بي وصدق بما جئت به أيضاً يدعو إلى الله، وهذا قول الكلبي وابن زيد قال : حق على من اتبعه وآمن به أن يدعو إلى ما دعا إليه ويذكر بالقرآن وقيل تم الكلام عند قوله أدعو إلى الله ثم استأنف على بصيرة أنا ومن اتبعني بعدي أنا على بصيرة ومن اتبعني أيضاً على بصيرة قال ابن عباس إن محمداً ( ﷺ ) وأصحابه كانوا على أحسن طريقة وأفضل هداية وهم معدن العلم وكنز الإيمان وجند الرحمن.
وقال ابن مسعود : ومن كان مستناً فليستن بمن قد مات أولئك أصحاب محمد ( ﷺ ) كانوا خير هذه الأمة وأبرها قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً قوم اختارهم الله لصحبة نبيه محمد ( ﷺ ) ونقل دينه فتشبهوا بأخلاقهم وطريقهم فهؤلاء كانوا على الصراط المستقيم.
وقوله ﴿ سبحان الله ﴾ أي وقل سبحان الله يعني تنزيهاً له عما لا يليق بجلاله من جميع العيوب والنقائص والشركاء الأضداد والأنداد ﴿ وما أنا من المشركين ﴾ يعني وقل يا محمد وما أنا من المشركين الذي أشركوا بالله غيره. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾