وقرأ حمران بن أعين، وعيسى الكوفي فيما ذكر صاحب اللوامح، وعيسى الثقفي فيما ذكر ابن عطية : تصديق وتفصيل وهدى ورحمة برفع الأربعة أي : ولكن هو تصديق، والجمهور بالنصب على إضمار كان أي : ولكن تصديق أي : كان هو، أي الحديث ذا تصديق الذي بين يديه.
وينشد قول ذي الرمة :
وما كان مالي من تراب ورثته...
ولا دية كانت ولا كسب ماثم
ولكن عطاء الله من كل رحلة...
إلى كل محجوب السوارق خضرم
بالرفع في عطاء ونصبه أي : ولكن هو عطاء الله، أو ولكن كان عطاء الله.
ومثله قول لوط بن عبيد العائي اللص :
وإني بحمد الله لا مال مسلم...
أخذت ولا معطي اليمين محالف
ولكن عطاء الله من مال فاجر...
قصى المحل معور للمقارف
وهدى أي سبب هداية في الدنيا، ورحمة أي : سبب لحصول الرحمة في الآخرة.
وخص المؤمنون بذلك لأنهم هم الذين ينتفعون بذلك كما قال تعالى :﴿ هدى للمتقين ﴾ وتقدم أول السورة قوله تعالى :﴿ إنا أنزلناه قرآناً عربياً ﴾ وقوله تعالى :﴿ نحن نقص عليك أحسن القصص ﴾ وفي آخرها : ما كان حديثاً يفترى إلى آخره، فلذلك احتمل أن يعود الضمير على القرآن، وأن يعود على القصص والله تعالى أعلم. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon