وإنهم لينكرون المعجزات التى جاءت دلة على رسالة الرسول الذى أرسل إليهم، ويتجرءون على الله باقتراح معجزات، وينكرون أن يكون غيرها آية (ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد.
ثم يبين سبحانه إحاطة علمه، (الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتئ يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال.
ثم يبين الله سبحانه عجائب خلقه (هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء... ، ينشى كل ذلك، ويرونه عيانا ومع ذلك يجادلون فى شأن الله تعالى (... وهو شديد المحال.
ويبين الله تعالى الحقائق التى يجب أن يذعن لها المؤمن، (له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال، وبين سبحانه وتعالى بعد ذلك أن كل ما فى الوجود ومن فى الوجود خاضع له بمقتضى التكوين طوعا وكرها، ونبه سبحانه إلى أنه خالق السماوات والأرض فسألهم (... من رب السموات والأرض... ووبخهم على اتخاذهم آلهة من دون الله (... قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ


الصفحة التالية
Icon