٢٧ - وقوله تعالى أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها (آية ١٧) قال ابن جريج أخبرني ابن كثير قال سمعت مجاهدا يقول بقدر ملئها قال ابن جريج بقدر صغرها وكبرها وقرأ الأشهب العقيلي فسالت أودية بقدرها والمعنى واحد وقيل معناها بما قدر لها ٢٨ ثم قال تعالى فاحتمل السيل زبدا رابيا (آية ١٧) أي طالعا عاليا قال مجاهد تم الكلام ٢٩ - ثم قال تعالى ومما توقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله (آية ١٧)
قال مجاهد المتاع الحديد والنحاس والرصاص قال غيره الذي يوقد عليه ابتغاء حلية الذهب والفضة ٣٠ - ثم قال تعالى فأما الزبد فيذهب جفاء (آية ١٧)
قال مجاهد أي جمودا قال أبو عمرو بن العلاء رحمه الله يقال أجفأت القدر إذا غلت حتى ينضب زبدها وإذا جمد في أسفلها قال أبو زيد وكان رؤبة يقرأ فيذهب جفالا يقال جفلت الريح السحاب إذا قطعته وأذهبته
٣١ - ثم قال تعالى وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض (آية ١٧) قال مجاهد وهو الماء وهذا مثل للحق والباطل أي إن الحق يبقى وينتفع به والباطل يذهب ويضمحل كما يذهب هذا الزبد وكذهاب خبث هذه الأشياء ٣٢ - ثم قال تعالى كذلك يضرب الله الأمثال (آية ١٧) تم الكلام ٣٣ - ثم قال جل وعز للذين استجابوا لربهم الحسنى (آية ١٨) قال قتادة هي الجنة ٣٤ - وقوله تعالى اولئك لهم سوء الحساب (آية ١٨)
قال أبو الجوزاء عن ابن عباس يعني المناقشة بالأعمال ويدل على هذا الحديث من نوقش الحساب هلك قال فرقد قال لي إبراهيم يا فرقد أتدري ما سوء
الحساب قلت لا قال أن يحاسب العبد بذنبه كله لا يغفر له منه شئ ٣٥ - وقوله تعالى جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وازواجهم وذرياتهم (آية ٢٣) أي من كان صالحا لا يدخلونها بالأنساب ٣٦ - ثم قال تعالى والملائكة يدخلون عليهم من كل باب (آية ٢٣) أي تكرمة من الله لهم ٣٧ - ثم قال تعالى سلام عليكم بما صبرتم (آية ٢٤)