تغلب عليه من بلادهم وروى عكرمة عن ابن عباس قال هو خراب الأرض حتى يكون في ناحية منها أي حتى يكون العمران في ناحية منها وروى سفيان عن منصور عن مجاهد ننقصها من أطرافها قال الموت موت الفقهاء والعلماء
٥٦ - ثم قال تعالى والله يحكم لا معقب لحكمه (آية ٤١) قال الخليل لا راد لقضائه قال أبو جعفر والمعنى ليس أحد يتعقب حكمه بنقض ولا تغيير ٥٧ - وقوله تعالى قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب (آية ٤٣) قال ابن جريج عن مجاهد عبد الله بن سلام وقال شعبة عن الحكم عن مجاهد ومن عنده علم الكتاب هو الله تبارك وتعالى
وقال سليمان التيمي هو عبد الله بن سلام وقال قتادة منهم عبد الله بن سلام فإنه قال نزل في قرآن ثم تلا ومن عنده علم الكتاب وأذكر هذا القول الشعبي وعكرمة قال الشعبي نزلت هذه الآية قبل أن يسلم عبد الله بن سلام
وقال سعيد بن جبير وعكرمة هذه الاية نزلت بمكة فكيف نزلت في عبد الله بن سلام
وقال الحسن أي كفى بالله شهيدا وبالله مرتين يذهب إلى ان من تعود على اسم الله قال أبو جعفر وهذا احسن ما قيل في هذه الاية من وجهات إحداها أنه يبعد ان يستشهد الله بأحد من خلقه ومنها ما أنكره الشعبي وعكرمة ومنها أنه قرئ ومن عنده علم الكتاب بكسر الميم والدال والعين روي ذلك عن النبي ﷺ وإن كان في الرواية ضعف روى ذلك سليمان بن الأرقم عن الزهري بن سالم عن ابيه ان النبي ﷺ قرأ ومن عنده علم وكذلك روي عن ابن عباس وسعيد بن جبير أنهما قرآ ولا اختلاف بين المفسرين ان المعنى ومن عند الله فأن
يكون معنى القراءتين واحدا أحسن وروى محبوب عن إسماعيل بن محمد اليماني أنه قرأ ومن عنده علم الكتاب بضم العين ورفع الكتاب قال أبو جعفر وقول من قال هو عبد الله بن سلام وغيره يحتمل أيضا لأن البراهين إذا صحت وعرفها من قرأ الكتب التي أنزلت قبل القرآن كان أمرا مؤكدا.
والله أعلم بحقيقة ذلك انتهت سورة الرعد. أ هـ ﴿معانى القرآن / للنحاس حـ ٣ صـ ٤٦٥ ـ ٥١٠﴾