جلب ما يهمهم جلبه مثل هذا الجماد لا يعي ما يراد منه ولا به، لأنه لا يفهم ولا يقدر على الاجابة، فلا يركن إلى أمثال هذا إلّا الكافر الذي لا يعتقد باللّه، ولهذا فلا يستجاب دعاؤه لكفره "وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ" أوثانهم "إِلَّا فِي ضَلالٍ" (١٤) عن طريق الحق وهباء لا قيمة له.
ونظير هذه الجملة آخر الآية ٥٠ من سورة المؤمن في ج ٢
وذلك لأن أصواتهم منصرفة إلى أوثانهم وهي لا تجيبهم لأنها محجوبة عن اللّه تعالى لعدم دعائهم إياه ولأنهم يأنفون من السّجود لعظمته "وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً" واختيارا رغبة ورضى وشوقا كالملائكة والرّسل والمؤمنين المخلصين "وَكَرْهاً" جبرا وقسرا رغم أنوفهم كالكفار والمنافقين عند نزول الشّدائد بهم، ولكن لا فائدة لهم من ذكره لأنهم لا يرجون له ثوابا ولا يعتقدون به، وإنما يخضعون للّه حال الضّيق والمحنة فقط "وَظِلالُهُمْ" تسجد لعظمته أيضا تبعا لهم.


الصفحة التالية
Icon