وحصل أيضاً توكيد جملة ﴿ كذلك يضرب الله الحق والباطل ﴾ لأن العام يندرج فيه الخاص.
فإشارة ﴿ كذلك ﴾ إلى التمثيل السابق في جملة ﴿ أنزل من السماء ماء ﴾ أي مثل ذلك الضَرْب البديع يضرب الله الأمثال، وهو المقصود بهذا التذييل.
والإشارة للتنويه بذلك المثل وتنبيه الأفهام إلى حكمته وحكمة التمْثيل، وما فيه من المواعظ والعبر، وما جمعه من التمثيل والكناية التعريضية، وإلى بلاغة القرآن وإعجازه، وذلك تبهيج للمؤمنين وتحدّ للمشركين، وليعلم أن جملة ﴿ فأما الزبد فيذهب جفاء ﴾ لم يؤت بها لمجرد تشخيص دقائق القدرة الإلهية والصنع البديع بل ولضرب المثَل، فيعلمَ لممثّل له بطريق التعريض بالمشركين والمؤمنين، فيكون الكلام قد تم عند قوله :﴿ كذلك يضرب الله الأمثال ﴾ كما في شأن التذييل. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ١٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon