وقال الآلوسى :
وبعد ما بين تعالى شأنه شأن كل من الحق والباطل حالاً ومآلا أكمل بيان شرع في بيان حال أهل كل منهما مآلا تكميلا للدعوة ترغيباً وترهيباً فقال سبحانه :
﴿ لِلَّذِينَ استجابوا لِرَبّهِمُ ﴾
إذ دعاهم إلى الحق بفنون الدعوة التي من جملتها ضرب الأمثال فإن له لما فيه من تصوير المعقول بصورة المحسوس تأثيراً بليغاً في تسخير والنفوس، والجار والمجرور خبر مقدم، وقوله سبحانه :﴿ الحسنى ﴾ أي المثوبة الحسنى وهي الجنة كما قال قتادة.
وغيره، وعن مجاهد الحياة الحسنى أي الطيبة التي لا يشوبها كدر أصلا.
وعن ابن عباس أن المراد جزاء الكلمة الحسنى وهي لا إله إلا الله وفيه من البعد ما لا يخفى مبتدأ مؤخر ﴿ والذين لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ ﴾ سبحانه وعاندوا الحق الجلي ﴿ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِى الأرض ﴾ من أصناف الأموال ﴿ جَمِيعاً ﴾ بحيث لم يشذ منه شاذ في أقطارها أو مجموعاً غير متفرق بحسب الأزمان ﴿ وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ ﴾ أي بالمذكور مما في الأرض ومثله معه جميعاً ليتخلصوا عما بهم، وفيه من تهويل ما يلقاهم ما لا يحيط به البيان، والموصول مبتدأ والجملة الشرطية خبره وهي على ما قيل واقعة موقع السوأي المقابلة للحسنى الواقعة في القرينة الأولى فكأنه قيل : وللذين لم يستجيبوا له السوأى.