﴿ الله يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أنثى وَمَا تَغِيضُ الأرحام وَمَا تَزْدَادُ ﴾ "ما" في هذه المواضع الثلاثة موصولة أي يعلم ما تحمله من الولد على أي حال هو من ذكورة وأنوثة وتمام وخداج وحسن وقبح وطول وقصر وغيره ذلك وما تغيضه الأرحام أي ويعلم ما تنقصه يقال غاض الماء وغضته أنا وما تزداده والمراد عدد الولد فإنها تشتمل على واحد واثنين وثلاثة وأربعة أوجسد الولد فإنه يكون تاماً ومخدجاً أو مدة الولادة فإنها تكون أقل من تسعة أشهر وأزيد عليها إلى سنتين عندنا وإلى أربع عند الشافعي وإلى خمس عند مالك أو مصدرية أي يعلم حمل كل أنثى ويعلم غيض الأرحام وازديادها ﴿ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ ﴾ بقدر واحد لا يجازوه ولا ينقص عنه لقوله :﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْء خلقناه بِقَدَرٍ ﴾ [ القمر : ٤٩ ]
﴿ عالم الغيب ﴾ ما غاب عن الخلق ﴿ والشهادة ﴾ ما شاهدوه ﴿ الكبير ﴾ العظيم الشأن الذي كل شيء دونه ﴿ المتعال ﴾ المستعلي على كل شيء بقدرته أو الذي كبر عن صفات المخلوقين وتعالى عنها.
وبالياء في الحالين مكي ﴿ سَوَاء مِّنْكُمْ مَّنْ أَسَرَّ القول وَمَنْ جَهَرَ بِهِ ﴾ أي في علمه ﴿ وَمَنْ هو مستخفٍ بالَّيْل ﴾ متوارٍ ﴿ وَسَارِبٌ بالنهار ﴾ ذاهب في سربه أي في طريقه ووجهه يقال سرب في الأرض سروباً.


الصفحة التالية
Icon