أو يخاف المطر من له فيه ضرر كالمسافر ومن له بيت يكف ومن البلاد ما لا ينتفع أهله بالمطر كأهل مصر ويطمع فيه من له نفع فيه ﴿ وَيُنْشِيءُ السحاب ﴾ هو اسم جنس والواحدة سحابة ﴿ الثقال ﴾ بالماء وهو جميع ثقيلة، تقول سحابة ثقيلة وسحاب ثقال ﴿ وَيُسَبِّحُ الرعد بِحَمْدِهِ ﴾ قيل يسبح سامعو الرعد من العباد الراجين للمطر أي يصيحون بسبحان الله والحمد لله وعن النبي ﷺ أنه قال :" " الرعد ملك موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب" " والصوت الذي يسمع زجره السحاب حتى ينتهي إلى حيث أمر ﴿ والملائكة مِنْ خِيفَتِهِ ﴾ ويسبح الملائكة من هيبته وإجلاله ﴿ وَيُرْسِلُ الصواعق فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء ﴾ الصاعقة : نار تسقط من السماء لما ذكر علمه النافذ في كل شيء واستواء الظاهر والخفي عنده وما دل على قدرته الباهرة ووحدانيته قال :﴿ وَهُمْ يجادلون فِي الله ﴾ يعني الذين كذبوا رسول الله ﷺ يجادلون في الله حيث ينكرون على رسوله ما يصفه به من القدرة على البعث وإعادة الخلائق بقولهم :﴿ مِنْ يحييا العظام وَهِىَ رَمِيمٌ ﴾ [ يس : ٧٨ ] ويردون الوحدانية باتخاذ الشركاء ويجعلونه بعض الأجسام بقولهم الملائكة بنات الله.
أو الواو للحال أي فيصيب بها من يشاء في حال جدالهم وذلك أن أربد أخا لبيد بن ربيعة العامري قال لرسول الله ﷺ حين وفد عليه مع عامر بن الطفيل قاصدين لقتله فرمى الله عامراً بغدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية وأرسل على أربد صاعقة فقتله أخبرني عن ربنا أمن نحاس هو أم من حديد
﴿ وَهُوَ شَدِيدُ المحال ﴾ أي المماحلة وهي شدة المماكرة والمكايدة ومنه تمحل لكذا إذا تكلف لاستعماله الحيلة واجتهد فيه، ومحل بفلان إذا كاده وسعى به إلى السلطان والمعنى أنه شديد المكر والكيد لأعدائه يأتيهم بالهلكة من يحث لا يحتسبون.


الصفحة التالية
Icon